تبرئة طالبة أميركية وصديقها الإيطالي في قضية القتل التي شغلت الرأي العام العالمي

وسائل الإعلام تتوقع أن تجني أماندا نوكس الملايين من قصتها رغم الشكوك في براءتها
وسائل الإعلام تتوقع أن تجني أماندا نوكس الملايين من قصتها رغم الشكوك في براءتها

أجهشت الطالبة الأميركية أماندا نوكس بالبكاء فور سماعها قرار المحكمة في بيروجيا الإيطالية مساء أول من أمس الاثنين والقاضي ببطلان حكم الإدانة الصادر عام 2009 بحقها وصديقها السابق رافائيل سوليسيتو في قضية قتل زميلتها البريطانية مريديث كيرشر.


وأمر رئيس هيئة المحكمة كلاوديو براتيللو هيلمان بالإفراج فورا عن نوكس وسوليسيتو. وكان مدى المطالبة بالحكم على الاثنين بالسجن مدى الحياة.

واستقبل الحكم ببراءة أماندا وصديقها بابتهاج كبير من العديد من الأشخاص داخل قاعة المحكمة ، لكن صيحات «فيرجونيا» أو (العار) تعالت من قبل حشد كان ينتظر بالخارج. وانقسم الرأي العام بشأن هذه القضية ، حيث يعتقد العديد من الأمريكيين ببراءة أماندا وصديقها ، بينما كان العديد في إيطاليا وبدرجة أقل في بريطانيا يعتقدون بإدانتهما.

وسعى محاموهما للحصول على براءتهما ، وقالوا إن خبراء مستقلون شككوا في دليل الحمض النووي (دي إن إيه) الذي استخدمته هيئة الادعاء لربط نوكس وسوليسيتو بمقتل كيرشر.

كما شكك الكثير من المعلقين الأمريكيين في الدليل الذي استخدم لإدانة الاثنين اللذين ما وصفوه بفشل هيئة الادعاء في التوصل إلى دافع للقتل.

وانتقد المعلقون أيضا الإجراءات التي اتبعتها الشرطة الإيطالية بما في ذلك القرار باستجواب نوكس التي وصلت فقط إلى إيطاليا من سياتل الأميركية قبل أسابيع قليلة من جريمة القتل من دون وجود محام.

وقال دالا فيدوفا أحد محامي نوكس إن موكلته ردت على حكم البراءة «ببكاء الحرية». وسيتم «هذه المحاكمة ستكون علامة (لأماندا) للأبد ، لكنها الآن فتاة حرة ، ولديها رغبة كبيرة في الحياة».

من جانبه ، قال فرانسيسكو والد سوليسيتو «الليلة أعادت المحكمة ابني إلي».

وفي مقابلة مع صحيفة «ديلي ميرور» البريطانية ، أعربت أسرة الضحية عن «الصدمة» والحزن الشديد تجاه قرار الإفراج.

وقال جون والد كيرشر: «كان هناك 47 جرحا في جسد مريديث ، واستخدمت سكينتان (في الجريمة). لا يمكن لشخص واحد أن يفعل ذلك. كيف لهم أن يتجاهلوا هذا الدليل؟ ».

ويقدم هيئة الادعاء الإيطالية التي قدمت يوم الجمعة الماضي دفوعها النهائية في المحاكمة قائلة إن الطالبة الأميركية تستحق السجن مدى الحياة بشكل غير مباشر المنتقمدين الأميركيين الذين شكوكوا في طريقة تعامل السلطات الإيطالية مع القضية.

وهذا المدعية مانويلا كومودي أن نوكس وشريكها في الجريمة وصديقها السابق الإيطالي رافائيل سوليسيتو «يستحق العقوبة القصوى بموجب القانون الإيطالي ، وهي لحسن الحظ ليست الإعدام». وطالبت كومودي وزملاؤها بإصدار حكم بالسجن مدى الحياة بحق الاثنين.

وأصرت كومودي على أن نوكس وسوليسيتو مذنبان. وتم كومودي: «لقد ارتكبوا جريمة قتل دون أي سبب ولكن يظل أنهما ارتكبا جريمة قتل. إنهما صغار في السن وكذا كانت مريديث ».

هذا الأب أن الادعاء يعتزم تقديم طلب نقض إلى المحكمة العليا ضد قرار البراءة ، للمطالبة بتأييد الحكم الأصلي. ورغم ذلك ، أشار والد الضحية إلى أنه سيكون من «الصعب للغاية» إعادة نوكس مجددا إلى إيطاليا بعد وصولها إلى الولايات المتحدة.

ويتم جون كيرشر: «إنه أمر سخيف للغاية. كيف يمكن تجاهل كافة الأدلة الأخرى. كنت أعتقد أن القاضي قد يلتزم جانب الأمان ويؤيد قرار الإدانة ، مع تخفيف العقوبة. لكن هذه النتيجة جنونية ». وأدى قرار الإفراج عن نوكس وصديقها إلى ظهور ردود فعل مختلطة في وسائل الإعلام البريطانية.

لهذا صحيفة «صن» البريطانية في عنوانها الرئيسي «صرخة الحرية» ، بينما قالت صحيفة «الغارديان» إن «كابوس» إنوكس انتهى أخيرا ، بينما أشارت صحيفة «ميل» إلى أن «فوكسي» (وهو الاسم الذي تعرف به نوكس) ستركز الآن على جني الملايين من قصتها.

وكان قد عثر على كيرشر ، 21 عاما ، في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2007 مقتولة في شقة في بيروجيا كانت تعيش فيها مع نوكس ، وهي نصف عارية ، مع وجود طعن في الحنجرة.

وفي عام 2009 ، صدر حكمان بحق نوكس وسوليسيتو بالسجن لمدة 26 و 25 عاما على التوالي بعد أدينا بقتل كيرشر.

وفي الطعن على الحكم ، ركز محامو نوكس وسوليسيتو على أدلة للحامض النووي (دي إن إيه) مشكوك فيها استشهد بها الادعاء لربط المتهمين بجريمة القتل.

وفي يونيو (حزيران) الماضي ، شكك خبراء مستقلون في الطب الشرعي في صحة آثار الحمض النووي من نوكس وسوليسيتو والتي أخذت من السكين التي تعتقد أنها استخدمت في جريمة القتل ومن مشبك مأخوذ من حمالة الصدر الخاصة بكيرشر.

وجذبت هذه القضية في بيروجيا ، وهي مدينة جامعية إيطالية ساحرة وهادئة بطبيعتها ، اهتمام وسائل الإعلام العالمية الخاصة من الولايات المتحدة وبريطانيا.

ومع انشغاله في مؤتمره السنوي إلى أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وجد الوقت ليعلق على براءة نوكس ، وقال أمس الثلاثاء إن الأنظار يجب أن تتجه الآن إلى أسرة الضحية البريطانية مريديث كيرشر.

وقال كاميرون في برنامج تلفزيوني صباحي: «لم أتابع كل جزء في هذه القضية ، لكن ما أود أن أقوله هو أنه يجب علينا التفكير في عائلة مريديث كيرشر ، لأن لأن هذين الأبوين .. كان لديهما تفسير لما حدث لابنتهما الرائعة ، والتي التفسير لم يعد له وجود الآن ».

وفي آخر محاولة للطعن في الحكم الصادر بحقها ، قالت نوكس أمام محكمة الاستئناف ، إنها لم تقتل زميلتها البريطانية مريديث كيرشر وإنها تستحق العودة لبلادها بعد قضت أربع سنوات في السجن.

ويرد نوكس ، 24 عاما ، وهي من مدينة سياتل الأميركية ، وتقوم باللغة الإيطالية وهي تبكي: «أريد أن أعود لبلادي .. لا أطيق أن أحرم من حياتي بسبب جريمة لم أرتكبها. إنني بريئة ».

ودافعت نوكس وشريكها في الجريمة صديقها السابق الإيطالي رافائيل سوليسيتو ، 27 عاما ، أمام المحكمة عن براءتهما للمرة الأخيرة.

إنها نوكس زرقاء العينين التي تصف وسائل الإعلام الإيطالية بأنها صاحبة «الوجه الملائكي» إنها وسوليسيتو يستحقان الحرية.

ويعتبر: «كثيرا ما يقال إنني شخصية مختلفة عن مظهري .. ولكنني لم أتغير منذ أربعة أعوام. الاختلاف الوحيد هو المعاناة التي لاقيتها. لقد فقدت صديقة بأبشع الطرق ».

وكان قد أدين شخص ثالث بقتل كيرشر وهو رودي غيدي ، إيفواري المولد ، والذي اختار أنه تتم محاكمته بصورة منفصلة وصدر حكم بحقه عام 2008 بالسجن 30 عاما ، قبل أن يتم لاحقا تخفيض العقوبة إلى 16 عاما في الاستئناف.

ونفى غيدي ارتكاب أي مخالفات ، لكنه اعترف بأنه كان في المنزل ليلة مقتل كيرشر ، كما أنه شاهد نوكس وسوليسيتو في المنزل ، الأمر الذي ينفيه الأخيران.

وقال المدعي جوليانو ميجنيني أمام المحكمة إن «مشبك الصدرية والسكين ليسا وحدهما الشيئان اللذان يثبتان تورط نوكس وسوليسيتو في قتل كيرشنر ولكن أيضا شهادة غويدي الذي كان في مسرح الجريمة والذي اتهمهما».

كما أشار إلى ما وصفه بأنه شهادة «موثوقة ويعتد بها» لرجل بلا مأوى يدعى أنطونيو كوراتولو يقال إنه رأى نوكس وسوليسيتو بالقرب من المنزل ليلة الحادث.

لكن المحامية جوليا بونجورنو التي تمثل سوليسيتو اتهمت الادعاء خلال استراحة بين المداولات بالالتفاف على الأمر بعد الشكوك التي أحاطت بدليل الحامض النووي.

وكان قد أدلت نوكس بشهادتها للشرطة الإيطالية متهمة ببساطة كونغوليا في ارتكاب الجريمة ، إلا أنها ادعت أنها أعطت شهادتها تحت ضغط نفسي من الشرطة. وهذا محامية باتريك لومومبا الذي أشار إليه نوكس بالتورط في قضية القتل لمحكمة بيروجيا إن سمعة موكله «شوهت» بسبب شهادتها الزور. ويطالب لومومبا نوكس بتعويض.

كان الرجل قد قضى أسبوعين في السجن عام 2007 بعد أدلت نوكس بشهادة بأنها رأته ليلة الجريمة يدخل غرفة النوم الخاصة بالقتيلة.

وأطلق سراح لومومبا بعد تمكننا من تقديم دليل على أنه كان يعمل في الحانة الخاصة به في بيروجيا وقت وقوع الجريمة ، وكان هناك العديد من الأشخاص الذين شهدوا على ذلك. وتقدم نوكس في وقت لاحق إنها ورطت لومومبا بعد أن تتعرض لضغوط لتفعل ذلك أثناء تحقيق الشرطة معها.

ونقل عن المحامية كارول باتشيلي قولها أمام المحكمة إن «القليل من الكلمات التي لا يوثق بها على لسان الداهية الماكرة أماندا كان كفيلا في لحظة واحدة بتدمير لومومبا كزوج وكرجل وتشويه سمعته». ويتم «أماندا ملوثة من الخارج لأنها قذرة في داخلها».

وزادت عقوبة نوكس بعام عن شريكها بعد إدانتها بالشهادة الزور ضد لومومبا ، وتلقت أيضا حكما بدفع غرامة 40 ألف يورو (54 ألف دولار) للمتضرر لومومبا.