جنازة شعبية لمروة "شهيدة الحجاب" .. وشارع باسمها في الإسكندرية

زميلات مروة في الجامعة يصلون عليها حيث شيعت الجنازة من مسجد القائد ابراهيم بقلب الاسكندرية
زميلات مروة في الجامعة يصلون عليها حيث شيعت الجنازة من مسجد القائد ابراهيم بقلب الاسكندرية

قرر المجلس الشعبي المحلي بمحافظة الإسكندرية إطلاق اسم مروة الشربيني على شارع في المدينة، فيما شارك المئات من اهالي مدينة الاسكندرية (شمال) الاثنين 6-7-2008 في تشييع مروة او "شهيدة الحجاب" وهي التسمية التي اطلقتها الصحف المصرية على هذه المراة الشابة التي قتلت الاسبوع الماضي في المانيا على يد متطرف عنصري.


وشارك في الجنازة، التي شيعت من مسجد "القائد ابراهيم" في قلب الاسكندرية، عدد كبير من المسؤولين على راسهم وزيرة القوى العاملة عائشة عبد الهادي ووزير الاتصالات طارق كامل.

وأوضح السفير المصري فى ألمانيا رمزي عز أن نتائج التحقيقات قد تظهر بعد بضعة أيام، مشيرا إلى أن الجهات المصرية تطالب بالسجن مدى الحياة لقاتل السيدة المصرية.

وطالب شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي، في تصريح بثته وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية الاثنين، بتوقيع اقصى عقوبة على قاتل "الشهيدة" مروة الشربيني.

وقال ان القاتل "ارهابي لابد ان توقع عليه العقوبة الرادعة حيث لا تتكرر مثل هذه الافعال التي تخالف كل القيم الانسانية والاخلاقية الدينية".

ولكن شيخ الازهر اعتبر انه "حادث فردي لا يعبر عن حالة عداء من الغرب للاسلام".

من جهته، أعلن السفير حسام زكى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية "أن النيابة العامة في ولاية سكسونيا الالمانية وجهت للمواطن الألماني المعتدي على مروة تهمة القتل العمد وطالبت بتوقيع أقصي عقوبة عليه وهي السجن مدي الحياة دون منح حق العفو".

وأكد المتحدث باسم الخارجية المصرية فى أول بيان صحفى الإثنين منذ وقوع الحادث "أن السفير المصري في ألمانيا تلقي اتصالاً من وزير العدل بولاية سكسونيا التي شهدت مقتل المواطنة المصرية مروة الشربيني حيث أعرب عن خالص عزائه بإسمه وبإسم حكومة الولاية، في مقتلها وشجب بشدة هذا الحادث مشيراً إلي أنه ترك ألماً عميقاً لديهم وأصابهم بالصدمة خاصة في ضوء حدوثه في ساحة المحكمة".

وأضاف"المتحدث أن الوزير الألماني أبلغ وزير الخارجية بثبوت تهمة القتل العمد ضد المواطن الألمانى ووجهت له رسميا تهمة القتل العمد."

وكانت مروة الشربيني (32 سنة) قتلت طعنا بالسكين في قاعة محكمة بمدينة درسدن الالمانية الاربعاء الماضي كما اصيب زوجها علوي علي عكاظ في الحادث الذي وقع امام اعين طفلهما مصطفى البالغ الرابعة من العمر.

وقتلت مروة على يد الماني متطرف كانت اقامت ضده دعوى امام القضاء الالماني بعد ان وجه النيابة الألمانية وجهت تهمة القتل العمد لقاتل مروة مروة الشربيني وصورة تذكارية مع طفلهالها اهانات بسبب ارتدائها الحجاب، وكانت مروة حاملا في الشهر الثالث.

وفي ذات السياق طالب النائب العام المصري المستشار عبدالمجيد محمود بتدخل النيابة العامة المصرية في التحقيقات التي تجرى في ألمانيا حول قضية مقتل مروة.

وخاطب النائب العام وزارة الخارجية المصرية لمعرفة سير التحقيقات لتحديد اختصاص النيابة العامة المصرية في القضية وإمكانية تدخلها حرصاً على حياة المصريين في الخارج ومصالحهم.

وأصدر النائب العام بياناً "أكد فيه حرص المسؤولين في مصر على حياة المصريين ومصالحهم في الخارج".

وأكد البيان "أن النائب العام طلب التنسيق بين الخارجية المصرية والنيابة العامة في التحقيقات التي تجرى في ألمانيا بعد مقتل مروة الشربيني".

شقيقها: لا نطلب سوى القصاص
وترجع وقائع جريمة القتل المأساوية كما يرويها طارق الشربيني شقيق الضحية إلى "أغسطس الماضي عندما طلبت شقيقتي من القاتل ان يترك الأرجوحة لابنها الصغير كي يمرح كغيره من الاولاد، فنظر اليها هذا القاتل نظرة استهانة ورفض ترك المرجيحة ودفع اختي على الارض وسبها قائلاً لها "إرهابية"، واستعانت شقيقتي بشهود كانوا حاضرين ورفعت الامر للقضاء الذي حكم لها بالتعويض بمبلغ 2800 يورو نظراً عما لحق بشقيقتي من ضرر بسبب الإهانة التي تعرضت لها، مما أثار القاتل فقام بطعنها بالسكين في ساحة المحكمة وكأنه لا يوجد من سيحاسبه".

وأضاف طارق الشربيني "التطرف ليس له دين فقد قتلت اختي لمجرد أنها محجبة، وهذا الحادث يكشف لنا ان التطرف لا يعرف دينا وليس صفة خاصة بالمسلمين".

وأكد "أن مروة شقيقتي الوحيدة ولديها ولد وحيد اسمه مصطفى، ويبلغ من العمر ثلاث سنوات ونصف، وأنها كانت حاملاً في شهرها الثالث، آخر مرة زارت فيها مصر منذ 6 أشهر".

وأشار الشربيني "نحن لا نطلب سوى القصاص، وأختي لم تكن متشدة دينياً، كانت فقط ملتزمة بالصلاة وترتدي إيشارباً وليس نقاباً، ولكنها قتلت بسبب التزامها دينياً".

وتبلغ مروة الشربيني من العمر 32 عاماً، وحاصلة على بكالوريوس صيدلة عام 2000، وكانت تعمل صيدلانية بألمانياً.

من جهتها قالت د.ليلى شمس والدة مروة الشربيني في حديث لصحيفة "اليوم السابع" المصرية "إن جيران ابنتي في برلين كانوا يحبونها، وهم معتدلون سياسياً وفكرياً ودينياً، أما عندما انتقلت ابنتي للإقامة فى درسن في ألمانيا اشتكت مراراً وتكراراً من سوء المعاملة".

وذكرت والدة مروة أنها روت لها واقعة شراء فرشاة أسنان لنجلها مصطفى، فسقطت منه على الأرض، وبعد أن التقطها بيده، فإذا بصاحب المتجر يطلب إلقاءها في سلة المهملات لأنها لمست يد طفل عربي إرهابي، وقالت مروة لي "على الرغم من حسن تربيتك لي يا أمي، إلا أن ألمان درسن يتعاملون معي على أني لست إنسانة".

وتستكمل الأم حديثها قائلة إن آخر محادثة تليفونية بينها وبين ابنتها قالت لها "أنا خايفة من القضية لأنهم يعاملونا معاملة سيئة، وأنا لست من رفعت القضية، بل الشرطة التي شاهدت الواقعة، ودونت ما حدث ثم رفعته إلى القضاء الألماني في شكل سب وقذف".

من جانبه أعرب علوي علي عكاز، زوج الضحية، عن غضبه وحزنه الشديدين من الموقف الذي تعرّض له مع زوجته.

وقد أصيب علوي (32 عاماً) إصابات خطيرة في الكبد والرئة على يد الجاني اليكس دبليو (28 عاماً) الذي طعنه هو الآخر ثلاث طعنات، كما تعرض لطلق ناري من أحد رجال الشرطة في المحكمة عن طريق الخطأ.

وعرف علوي بعد أن أفاق من غيبوبة استمرت ثلاثة ايام أنه فقد زوجته، فانهمر في بكاء حاد وهو يقول: "ماتت مروة ولم أتمكن من إنقاذها".

وعلى صعيد آخر، قرر المجلس الشعبي المحلي بمحافظة الإسكندرية إطلاق اسم مروة الشربيني على شارع في المدينة وكذلك على أحد مراكز الشباب (نادٍ) لكونها كانت بطلة رياضية.