البوهيمية .. تلعب في صيف 2010 على المنساب وعلى الطبقات المتعددة

البوهيمية التي ستطالعنا هذا الصيف منسابة بنعومة بالغة، تتراقص على أقمشة خفيفة وألوان هادئة وحتى إذا دخلت فيها النقوشات، فهي نقوشات رومانسية، سواء كانت هندسية أو على شكل ورود زاهية.
البوهيمية التي ستطالعنا هذا الصيف منسابة بنعومة بالغة، تتراقص على أقمشة خفيفة وألوان هادئة وحتى إذا دخلت فيها النقوشات، فهي نقوشات رومانسية، سواء كانت هندسية أو على شكل ورود زاهية.

يأتي الربيع ويتبعه الصيف، ويأتي معهما إحساس غامر بالانشراح والرغبة في الانطلاق والحياة.


فالألوان تتغير وانعكاسات الضوء يسري تأثيرها على الروح والنفس والجسد، فيبدو العالم فجأة بهيجا فاتحا لنا يديه لكي نعيد استكشافه من جديد.

وهذا ما شجع العديد من المصممين هذا الموسم على شد الرحال إلى عوالم بعيدة وثقافات غنية للاستمتاع بدفئها من جهة والغرف منها من جهة ثانية.

منهم من اقترح رحلات إلى أفريقيا، شمالها وجنوبها، ومنهم من اقترح مغامرات في صحاري أميركا أو جزر الكاريبي، لكنهم كلهم اتفقوا على تسليح المرأة بكل ما تحتاجه من أزياء وإكسسوارات لهذه الرحلات، سواء كانت هذه المرأة أنيقة تريد أن تعيش مثل فتاة المجتمع المخملية والعارضة الراحلة ثاليتا في قصور مراكش وبيوتها القديمة، أو مغامرة تريد أن تكتشف الأدغال والصحاري.

ففي عرض دار «لوي فيتون» كانت الرحلة أفريقية بريشها وعاجها وألوانها وحقائبها الضخمة المعلقة على الأكتاف والظهر، وفي عرض «كنزو» هي مغربية تستقي خطوطها وألوانها من فسيفساء المغرب، وفي عرض كل من «هيرميس» و«إيترو» و«ميسوني»، هي إما مكسيكية أو مطعمة بروح الغرب الأميركي أو متبلة بفلافل هندية حارة، وفي عرض «غوتشي» و«فرساتشي» و«روبرتو كافالي» تأخذك إلى الريفييرا أو جزر المالديف أو الكاريبي.

وفي ظل هذا التنوع تأتي النتيجة عبارة عن مظهر منطلق وعملي يتراقص على نغمات بوهيمية عالية تلعب على المنساب تارة وعلى الطبقات المتعددة تارة أخرى.

نعم فأسلوب البوهو الذي اعتقدت العديد من الأنيقات بأنه ولّى إلى أجل غير مسمى، بعد انتعاش التصميمات المفصلة من تنورات وتايورات، أكد أنه لصيق بأجواء الربيع والصيف ومن الصعب فصله عنهما.

كما أكد أنه يناسب السفر والترحال، سواء كان عبارة عن بنطلون جينز مع قفطان قصير، كما ظهر في الستينات، أو على شكل فستان طويل أو قصير مع صندل أو «بوت» كاوبوي، كما تطور فيما بعد على يد النجمة الشابة سيينا ميللر.

كان ذلك في عام 2004 عندما ظهرت في فيلم «آلفي» الشهير، ولفتت الأنظار بأناقتها وأسلوبها أكثر مما لفتتها بقدراتها التمثيلية.

كانت هذه هي الشرارة التي أطلقت أسلوب البوهو، بشكله الحديث، في شوارع الموضة العالمية مرة أخرى، إذ إنه لم يعرف نفس الجمال والإقبال منذ الستينات والسبعينات من القرن الماضي.

خبيرة الأزياء رايتشل زو، كانت أول من التقطت هذه الشرارة وروجت لها من خلال نجمات مثل نيكول ريتشي وميشا بارتون وغيرهما.

وسرعان ما انتشر المظهر على شكل نظارات ضخمة وفساتين منسابة وطويلة وشعر متماوج وصنادل «الويدج» العالية أو أحذية الباليرينا المنخفضة. كان المظهر أنثويا وبسيطا في الوقت ذاته، وهذا ما جعله يروق لشرائح أكبر.

كان لا بد أن يؤدي انتعاش هذا المظهر إلى إنعاش دور أزياء عريقة مثل «إيميليو بوتشي» التي اشتهرت في الستينات بفساتينها المنسابة والطويلة التي تناسب أجواء المنتجعات الصيفية الراقية واليخوت الفخمة، إلى جانب دور أزياء أخرى ركبت نفس الموجة.

المثير أن بعض المصممين أمثال رالف لورين وروبرتو كافالي، لم يكتفيا به للربيع والصيف بل ركزا عليه في تشكيلتهما للخريف والشتاء، حيث كان قويا بطبقاته المتعددة وفساتينه الطويلة، التي جاءت كبديل سهل لموضة التفصيل والتصميمات الهندسية المنحوتة والمحددة، التي غلبت على الأزياء مؤخرا. مما يزيد من حجم الترحاب به أنه اكتسب صبغة أكثر عصرية وحيوية بألوانه ونقوشاته وإكسسواراته.

صبغة تختلف عن قفاطين حقبة السبعينات كما ظهرت بها نجمات مثل إليزابيث تايلور وغيرها. فالبوهيمية التي ستطالعنا هذا الصيف منسابة بنعومة بالغة، تتراقص على أقمشة خفيفة وألوان هادئة وحتى إذا دخلت فيها النقوشات، فهي نقوشات رومانسية، سواء كانت هندسية أو على شكل ورود زاهية.

الجديد أيضا أنها ليست بالضرورة بطول يلامس الأرض، وإن كانت هذه هي السمة الغالبة، بل يمكن أن تكون قصيرة على أن يتم تنسيقها مع صندل مناسب، وإكسسوارات غنية بالأحجار والألوان الإثنية، مع ماكياج رومانسي، كما قد تكون على شكل بنطلون مع عدة طبقات بأطوال مختلفة وقبعة كبيرة مع نظارات ضخمة. المهم حاليا أن البوهو في قاموس الموضة يعتمد أساسا على شخصيتك، التي يجب أن تكون مستقلة وواثقة ومنطلقة.

دورك هو أن تعكسي هذه الصفات بوضوح، وما عليك إلا أن تتصوري مظهر سيينا ميللر أو ماري كايت أولسن، وليس فكتوريا بيكام، التي يصعب تصورها في هذه الإطلالة بسبب شخصيتها.

حتى تكتمل الصورة .. إليك ببعض الأفكار
ليس منتظرا منك أن تسافري حتى تعانقي هذه الموضة، بل يمكنك أن تروضيها على مقاسك وتجعليها تتماشى مع أسلوب حياتك الخاص. إذا لم يكن في خزانتك فستان طويل ومنساب، فإن السوق يزخر بالعديد من التصميمات المتنوعة، وكل ما عليك هو إضافة إكسسوارات لتضفي عليها لمساتك، سواء كانت على شكل وشاح صيفي طويل تلفينه حول عنقك بلا مبالاة، أو قلادات بإيحاءات أفريقية أو مكسيكية أو أقراط أذن شرقية متدلية.

-إذا كان الفستان الماكسي جديدا عليك، وتشعرين أن حجمك ومقاييسك لا يتقبلانه، أو فقط لا تميلين إلى المدرسة الهيبية، يمكنك أن تصبغي عليه الأسلوب الغرانج بتنسيقه مع عدة قطع كما هو الحال في عرض روبرتو كافالي للخريف والشتاء القادمين، سواء كان فستانا طويلا مع جاكيت قصير و«بوت» عال أو مع بنطلون جينز.

قد لا تحصلين على نفس القطع التي عرضها كافالي على منصات العرض إلى شهر أغسطس أو سبتمبر المقبل، لكن ليس مفروضا عليك أن تنتظري إلى ذلك الحين لتعانقي أسلوبه.

- رغم كلاسيكيتهما، يمكن للونين الأبيض والأسود أن يتماشيا مع هذه الإطلالة، خصوصا إذا كانا على شكل نقوشات هندسية. الجميل هنا أنك يمكن إضافة أي لون عليهما مهما كان صارخا، سواء كان على شكل «تي شيرت» باللون الأصفر الفاقع أو إكسسوارات إثنية متضاربة.

- تجنبي الأبيض الثلجي إذا كانت بشرتك باهتة ولم تلوحها أشعة الشمس الذهبية بعد، واستعيضي عنه بدرجات الكريم أو الوردي الخفيف وغيرها من الدرجات الهادئة، فهي رومانسية وفي الوقت ذاته تكمل إطلالتك.

- إذا كانت الألوان الهادئة لا تروق لك وتفضلينها متفتحة بالأزهار والورود، لا تقبلي بالحل الوسط. فكلما كانت جريئة وقوية كان المظهر دراميا خصوصا إذا كانت على فستان طويل.

نسقيها مع صندل مفتوح وطوق على شكل شريط مع تجنب المبالغة في استعمال إكسسوارات مثل العقود والسلاسل المصنوعة من الخرز إلا إذا كنت تريدين معانقة المظهر الهيبي الستيني بالأحضان.

- إذا كان شعرك قصيرا، لا تقلقي، لأن شده إلى الوراء وتثبيته بطوق يستحضر أميرات اليونان سيعطيك نتيجة مرضية. أما إذا كان طويلا، فيفضل أن يظل متماوجا بلا مبالاة أو تزيينه بطوق خفيف يمكن أن يكون على شكل سلسلة ناعمة.

- لا بد من صندل مفتوح بدون كعب أو من «الويدج» إذا كنت تحتاجين إلى بعض الطول، مع العلم أن تصميم «الغلايدياتور» لا يزال قويا، وبالتالي يمكنك استعمال قديمك. يمكنك أيضا أن تضفي لمسة رومانسية على مظهرك من خلال صندل أنيق مثل هذا الصندل من «ديور» على شرط أن يكون بدون كعب.

- بالنسبة للحقائب، يفضل أن تكون بشراشيب متدلية تستقي خطوطها وإيحاءاتها من الهنود الحمر أو على الأقل من صحاري أميركا، مع العلم أن الطول مهم هنا، فهي يجب أن تتدلى من الكتف حتى تكاد تلامس الركبة تقريبا.

- الإكسسوارات هذا الصيف تحمل إيحاءات إثنية متنوعة، فاغرفي منها ما طاب لك. كما أن الحزام يتماشى مع هذه الإطلالة على شرط أن تحترمي قانون الجاذبية، بمعنى أن لا يشد الخصر أو ما فوقه.