لماذا أنخفض الطلب في عام 2009 على عمليات التجميل؟

تجميل السيقان وتكبير الشفاه لا يزالان على رأس القائمة
تجميل السيقان وتكبير الشفاه لا يزالان على رأس القائمة

أشارت الجمعية الأميركية لجراحات التجميل، التي تقوم بمسح سنوي يشارك فيه أعضاء الجمعية إضافة إلى أطباء الجلد والأنف والأذن والحنجرة، إلى أن جراحات التجميل خلال عام 2009 لم تشهد نفس الإقبال الذي حازته خلال الأعوام السابقة، حيث انخفض الطلب على جراحات مثل تقويم الأنف والجفون وشفط الدهون وشد البطن وتكبير وتصغير الثدي بنسبة 9% خلال العام الماضي.


وأوضحت الجمعية في تقريرها الذي صدر مؤخرا إلى أن عدد جراحات التجميل التي أجريت في عام 2009 بلغت 1521409 مقابل 1669026 في عام 2008.

وأن عمليات تجميل الجفون والأنف انخفضت بنسبة 8% لدى 715 طبيبا شاركوا في الإجابة عن أسئلة المسح، فيما انخفضت عمليات شفط الدهون بنسبة 19%، وعمليات شد البطن بنسبة 5% وعمليات تكبير وتصغير الثدي بنسبة 6%.

ربما تشكل الموارد المالية السبب الرئيسي وراء هذا التراجع، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن عملية شد البطن مثلا تتكلف نحو 4936 دولارا بخلاف آلاف الدولارات لعملية التخدير ورسوم غرف العمليات، كما قد يكون الأميركيون بدأوا يهتمون بتجميل صورتهم عبر الاهتمام بخزانة ملابسهم أكثر من عمليات شد البطن.

يقول الدكتور مايكل ماكغوير، رئيس الجمعية الأميركية لجراحي التجميل ويمارس عمليات التجميل في لوس أنجليس: «عمليات التجميل نوع من الرفاهية، ومن ثم فإن الأفراد يفكرون مرتين قبل إنفاق المال حتى وإن كانوا يملكونه، وقد لاحظت تردد العديد من المرضى الأثرياء في الخضوع لهذا النوع من العمليات».

ويعتقد الدكتور ماكغوير أن هؤلاء ورغم ترددهم الأولي، ينتهون بإجرائها. يقول: «الناس يؤجلون هذه العمليات، لكنك إذا لم تكن سعيدا بشأن شيء ما فسوف تعمل على إصلاحه».

وعلى الرغم من تقديم إحصاءات الجمعية معلومات قيمة بشأن تراجع هذه الجراحات، فإن إحصاءاتها ليست دقيقة، فالأطباء الذين أجابوا عن أسئلة المسح ربما لا يجيبون عن أسئلة العام القادم، إضافة إلى أن الأرقام لا تشمل الأطباء الذين يجرون جراحات تجميلية في الجلد والمتخصصين في طب النساء أو طب الأسرة على سبيل المثال.

التراجع الذي ورد في نتائج المسح الذي أجرته الجمعية تردد صداه في المسح الأخير الذي أجرته الجمعية الأميركية لجراحات التصحيح والتجميل التي وجدت بدورها تراجعا حادا في جراحات التجميل التي أجريت العام الماضي بنسبة 18%.

بيد أن بعض الأطباء يبررون ذلك، مثل الدكتور روبرت سينغر، طبيب التجميل في سان دييغو، الذي يشرح أن الأفراد يحاولون الحصول على خيارات أقل تكلفة.

ويشير إلى أن بعض المرضى يميلون إلى استخدام البوتوكس لأنهم يشعرون أنها تشكل بديلا عن عمليات شد الوجه، لكنها، بحسب سينغر، لا تؤدي إلى النتيجة التي يرغبونها.

ويرى سينغر، وهو رئيس الجمعية الأميركية لجراحات الإصلاح والتجميل الأسبق، أن مرضى آخرين يحصلون على نتائج جيدة عند استعمال مزيج من الـ«فيليرز» والبوتوكس، لكن تلك النتيجة مؤقتة وبعض أولئك المرضى يرغبون الآن في الخضوع لجراحات ذات أثر طويل على وجوههم.

ومؤخرا أجرى موقع الإنترنت Realself.com الذي يناقش الجراحات التجميلية، بحثا مع شركة «هاريس إنتر آكتيف» لأبحاث السوق للوصول إلى عدد المرضى الذين تراجعوا عن تحقيق أحلامهم في إجراءات عمليات التقويم.

وتساءلوا بالقول: «في عالم مثالي يمتلك جميعنا فيه المال كم منا يرغب في اللجوء إلى بدائل عمليات التجميل؟ ورد 69% من العينة التي تم استطلاع رأيها على مستوى البلاد وبلغت 2148 فردا في مارس من أنهم يختارون عمليات التجميل، مقارنة بـ 54% عبروا عن نفس الرغبة في الاستطلاع الذي أجري في نوفمبر (تشرين الثاني) 2009.

وقال توم سيري، رئيس ومؤسس الموقع في مقابلة «إن نسبة الزيارات إلى الموقع تنامت وإن زائري الموقع أظهروا عزما ورغبة في جراحات التجميل».

المدهش أن الأطباء الذين شملهم مسح الجمعية الأميركية لجراحات التجميل تحدثوا، للمرة الأولى، عن التراجع في استخدام حقن البوتولينيوم بنسبة 4%. فخلال العام الماضي أقرت وزارة الأغذية والدواء الأميركية حقن «داي سبورت» الخاصة بالتخلص من تجاعيد ما بين الحاجبين، لتفسح الطريق أمام حقن بوتوكس لتحصل على نصيبها من السوق.

لكن يبدو أن «داي سبورت» وصلت في الوقت الذي قرر فيه الأميركيون خفض اعتمادهم على حقن البوتولينيوم في إشارة إلى الإرهاق الذي يحل بالأشخاص الذين يلجأون بصورة دورية إلى هذه الحقن.

ويقول الدكتور ماكغوير، الذي يقوم بحقن «البوتوكس» و«داي سبورت»: «اللجوء إلى الحقن كل عدة أشهر على مدى سنوات يعني أنك أنفقت الكثير من المال، إضافة إلى الألم الذي يصاحبها»، بيد أن نسبة كبيرة من «البوتوكس» و«داي سبورت» تم استخدامها خلال العام الماضي بلغت 4795357 جرعة بسعر 405 دولارات في المتوسط. ولا تزال تلك الحقن أوسع إجراءات التجميل انتشارا.

من ناحية أخرى تزايد الطلب على عمليات التجميل غير الشهيرة على الرغم من تكلفتها العالية. فقد شهد عام 2009 زيادة طفيفة على زيادة حجم الساق عبر استخدام السليكون لترتفع من 247 في 2008 إلى 259 في 2009.

تبلغ تكلفة هذه العملية 3.649 دولارا في المتوسط. لكن يبدو أن راقصي الباليه والحراس الشخصيين، يمثلون غالبية من يلجأون إليها، ويجدونها جديرة بالاهتمام.

يقول ماكغوير: «كي تكون راقصة باليه ناجحة فإن المظهر في غاية الأهمية بمثل القدرة على الرقص. فربما يكون لدى الراقصة عضلات قوية لكنها لا تقدم الشكل والصورة البصرية الجيدة».

كما تشهد عمليات نفخ الشفاه، باستخدام مالئ عضوي، والتي تبلغ تكلفة العملية الواحدة 1736 دولارا، ارتفاعا هي الأخرى.

فأكثر من 21000 شخص لجأوا إلى نفخ الشفاه باستخدام هذه الطريقة، بدلا من اللجوء إلى حقن شفاههم بـ«فيلر»، تلك الزيادة جديرة بالملاحظة على اعتبار أن وزارة الغذاء والدواء الأميركية لم تقر أيا منها، مما يعني أن هذه المواد لا يمكن للشركات الأميركية تسويقها بعد.