«سيلفريدجز» تحقق حلم كل امرأة .. بطابق خاص بالأحذية

120 ماركة تتوفر فيها .. وأسعار تخاطب كل الشرائح، وغي الصورة الركن الخاص بماركة «جيمي شو»
120 ماركة تتوفر فيها .. وأسعار تخاطب كل الشرائح، وغي الصورة الركن الخاص بماركة «جيمي شو»

خلال أسبوع الموضة في لندن، لم تكن أي مناسبة تمر من دون الحديث عن الطابق الخاص بالأحذية الذي افتتحته محلات «سيلفريدجز» مساء اليوم الذي انطلق فيه الأسبوع. توقيت ذكي تريد أن تؤكد من خلاله أنها جزء لا يتجزأ من موضة لندن، ببحثها الدائم عن الجديد وإغراء الزبون.


يمكن القول إن الطابق ما هو إلا حلم داعب خيال المرأة طويلا وتحقق مؤخرا. واللافت فيه أنه يمتد على مساحة 35 ألف متر مربع، أي أكبر من القاعة الرئيسية في متحف «تايت مودرن» نفسها، وهو الأمر الذي تم تبريره بكونه يضم 5000 زوج حذاء من 120 ماركة متباينة بين الرخيص، الذي قد يكون ثمنه 25 جنيها إسترلينيا، والنفيس، الذي قد يفوق الـ750 جنيها إسترلينيا.

يشعر الزائر إلى هذا الطابق بأن «سيلفريدجز» لم تبخل عليه بشيء، منطلقة من مبدأ أنها لكي تجني، عليها أن تزرع وأنها يجب أن تبقى في الريادة حتى تحافظ على مكانتها، لهذا استعانت بمصمم الديكور والمعماري الكندي المعروف، جايمي فوبير، لتصميمه وتنفيذه.

تجدر الإشارة إلى أن فوبير هو المسؤول عن تصميم محلات دار «جيفنشي» في باريس ومحلات «أفيدا» للتجميل وغيرها في لندن. التعليمات التي قدمت للمعماري الكندي من قبل المالكين الحاليين للمحل كانت واضحة، تتمثل في رغبتهم في مكان مناسب للأثرياء ويلبي حاجتهم للتميز، لكن من دون أن يتجاهل ذوي الإمكانيات المحدودة وشريحة الشباب الذين يريدون أن يصرفوا أول راتب يحصلون عليه في أي قسم من أقسامها.

بعبارة أخرى، أن يكون الديكور وطريقة العرض، في هذا الطابق متماشيا مع فلسفة المحل ككل. مريحا لا يشعر فيه الزائر بأنه في المكان الخطأ، أو يسبب له عقدة نقص، لهذا تم تخصيص حائط بأكمله لصنادل عادية وماركات شابة مثل «توب شوب» وغيرها، بينما يوجد ركن «جيمي شو» إلى جانب أركان «برادا»، «كريستيان لوبوتان»، «ديور»، «شانيل»، «فندي»، «غوتشي»، «بالنسياجا» وغيرها في الجهة المقابلة.

طريقة تقسيم تميزت بالدفء والذكاء، وكل ركن جاء ليعكس شخصية الماركة التي خصص لها، بديكوراته وطريقة عرضه وأرضيته وإضاءته وألوانه، وإن كانت، في بعض الحالات، تبدو وكأنها متاحف أكثر منها شبه محلات مصغرة للبيع، وخصوصا عندما تكون الأحذية بفنية عالية ترقى إلى مصاف التحف. أما القاسم المشترك هنا فهو أن كل الأسماء الكبيرة ركزت على إرثها وتاريخها واستمدت منه شكلها النهائي.

ركن «شانيل» مثلا يستحضر شقة الآنسة كوكو شانيل، وركن «ديور» يستحضر ألوان السيد كريستيان المفضلة، مثل الرمادي والأبيض، وطبعا ركن «جيمي شو» غلبت عليه نقوشات الغابة، بينما تميز ركن «كريستيان لوبوتان» بسجاده الأحمر، وهكذا.

يقع هذا المكان الحلم في الطابق العلوي في الجهة الخلفية من المبنى، حيث قسم إلى ست غرف مختلفة، تفصلها أبواب من المرمر الأسود، بعد أن تم رفع سقف البناية وفتح بنوافذ كبيرة على السماء لإدخال الضوء وإعطاء الانطباع بالسعة.

على مدخل الطابق تقابلك أحذية بأشكال متنوعة أما الأرضية فمن الخشب السنديان، الأمر الذي يشكل تغييرا عن أرضيات المرمر والسجاد في باقي الطوابق. ما يحسب لـ«سيلفريدجز» ويجعلها في المقدمة منذ أكثر من قرن، أنها أول من انتبهت إلى قوة الزبون وأهمية الحصول على وده ووفائه، فهي التي ابتكرت مقولة «الزبون دائما على حق»، ولا تزال إلى الآن تتبنى ديمقراطية تهتم بالأثرياء والنخبة كما تخاطب ذوي الدخل المحدود.

أهمية الديكور والعرض أصبحت في أهمية المعروضات في السنوات الأخيرة، ورغم الأزمة المالية التي ألمت بالموضة، فإنها لم تثن الكبار على فتح محلات جديدة، وصرف مبالغ هائلة على هندستها وديكوراتها التي تحرص على أن تكون بفنية أزيائها وإكسسواراتها، حتى تأتي الصورة متكاملة.

وليس أدل على هذا من محل أو على الأصح «ميزون لوي فيتون» الواقع في «نيو بوند ستريت» الذي أصبح مزارا للسياح والآسيويين على وجه الخصوص. «سيلفريدجز» هي الأخرى تعرف أهمية الديكور في خلق مكان حميم ومتميز، وتستثمر الكثير في هذا المجال.

فعندما يكون دافئا، فهو يغري بقضاء وقت طويل بين طوابقها المتنوعة، قبل أن يخرج الزبون منها محملا بكل ما يحتاجه من أزياء وإكسسوارات ومستحضرات تجميل وأدوات منزلية ومأكولات وغيرها.

ما يزيد من اهتمامها أنها تعرف مكانتها في لندن، فهي معلم من معالمها، على الأقل بالنسبة لعشاق التسوق وسياحة التسوق، بمعمارها المتميز وتاريخها الذي يعود إلى 1910 ومعروضاتها المتنوعة التي تشمل أسماء عالمية مخضرمة وأسماء مصممين صاعدين يتم اكتشافهم في ركن من أركانها.