زها حديد .. عالم الموضة يغازلها فهل تستجيب؟

العلاقة بين تصميم الأزياء وفن المعمار يزيد التحاما
العلاقة بين تصميم الأزياء وفن المعمار يزيد التحاما

لا تكتمل عروض الأزياء من دون شخصيات مهمة ونجمات يحتللن الصفوف الأمامية لكي تسلط عدسات الكاميرات وعيون الحضور عليهن. فهن جزء من الدراما التي تحتاجها أسابيع الموضة ككل، يزدنها إبهارا ويمنحن العروض التي يحضرنها بعدا قد يزيد من قيمتها ومن ثم من مبيعاتها.


لهذا، ليس غريبا أن نرى خلال أسبوع الـ«هوت كوتير» الباريسي لربيع وصيف 2011 الأخير نجمات شابات مثل بلايك لايفلي وأخريات مخضرمات مثل كاثرين دونوف، لكن المثير والجديد في الوقت ذاته هو تواجد المعمارية العالمية، زها حديد، في الكثير من هذه العروض.

فرغم أن علاقتها بالموضة معروفة من خلال أعمالها وتعاونها مع بعض دور الأزياء، مثل «شانيل»، و«شواروفسكي»، و«لاكوست» وغيرها، ورغم أن مظهرها يوحي بأنها متابعة جيدة لتوجهات الموضة، بدليل أنها من المعجبات بأسلوب ميوتشا برادا، من بين آخرين، فإنها كانت بعيدة من قبل عن هذه الأجواء المثيرة، بحكم نشاطاتها المكثفة التي كانت تأخذها بعيدا عن باريس.

بيد أنها، وعلى ما يبدو، فرغت نفسها خصيصا هذه المرة، لكي تمتع عيونها بهذه التحف الفنية التي ما فتئت تغازل عالمي الهندسة والمعمار منذ فترة.

صحيح أن العلاقة بين الفن المعماري وتصميم الأزياء ليست جديدة، إلا أن الملاحظ أنها باتت أكثر حميمية والتحاما في السنوات الأخيرة، لا سيما بعد أن أصبحت الأشكال المعمارية من الإيحاءات المهمة التي يعود إليها بعض المصممين، بل وأصبحت تحدد أسلوب بعضهم، مثل الفرنسي ستيفان رولان، المعروف بتصميماته المنحوتة وطياته المحسوبة بانحناءاتها، وبروزها أحيانا واختفاء أحيانا أخرى تحت كم من الطيات والأقمشة.

وسؤال زها حديد عن انطباعاتها حول ما شهدته خلال أسبوع الـ«هوت كوتير» الباريسي فرصة لا تفوت، وكانت هذه الإجابة: «الحرفية كانت بكل بساطة مدهشة.. اهتمام دقيق بالتفاصيل ومنفذ بشكل لا يعلى عليه، سواء من حيث استعمال الطبقات الغنية أو اللعب على قطع مستوحاة من رقصة (الكان كان) الفرنسية الشهيرة في عرض جون بول غوتييه.. كانت رائعة.

أعجبت أيضا بعرض (شانيل) من حيث إعادة المصمم صياغة أسلوب الدار الراقي الذي نعرفه جيدا ونحبه دائما. كما استمتعت بالأشكال الهندسية والألوان التي استعملها المصمم موريتزيو غالانت في بعض القطع».

هل سنرى أي تعاون جديد بينها وبين عالم الموضة؟ أمر غير مستبعد، ومن الطبيعي أن نتوقعه من فنانة من حجمها، يعتبر الوقت بالنسبة لها أقصى أنواع الترف. وحتى إذا لم تكن شكوكنا في محلها، فنحن على الأقل نحتفظ لأنفسنا بفسحة من الحلم والتمني بأن يتحقق ذلك.