وزني حوالي 80 كيلوغراما وطولي 162 سنتيمترا، ومنظري ليس رشيقاً، أريد إجراء عملية تحزيم المعدة ولكني مترددة، نظراً لتحذير البعض لي، بما تنصح ؟

نحتاج إلى الكثير ، وليس مجرد القليل ، من الرويّة والتأني عند التفكير في الخضوع لعملية تحزيم المعدة. وهذا التروّي ، أمر حيويّ ولازم ، بغض النظر عن الطريقة التي سيسلكها الجراح في القيام بها ، وبرغم كل الدعايات والإغراءات غير الواقعية.


وذلك التطرق إلى عرض أحدث ما يُقال في الأوساط العلمية عن تأثيراتها بعيدة المدى ، علينا العودة إلى الأصول الطبية ، مما تتبناه الهيئات الطبية العالمية في الولايات المتحدة وأوروبا وغيرهما ، حول منْ تُجرى بالأصل لهم هذه العملية؟ وما هي العناصر التي متى توفرت في المرء ، كان اللجوء إلى عملية تحزيم المعدة هو الحل؟

وغنيٌّ عن البيان أن أيَّ وسيلة علاجية لها ضوابط للاستخدام. وهذه الضوابط هي نتاج دراسات للمقارنة ، دلت بنتائجها على أمور معينة ، من مصلحة الناس بانها لتخفيف ضرر استخدامهم له ، على صحتهم ، ولنيلهم الفائدة منها. وقد يندهش البعض من مدى صرامتها ، يتمتع محدودية منْ يجب أن تُجرى لهم عملية تحزيم المعدة. لكن المصلحة هي في لضبط شيء من الانفلات الملحوظ في خضوع الكثيرين لها دونما مراعاة لمصلحتهم الصحية على المدى القريب والبعيد. وهذه هي الحقيقة الطبية ، بعيداً عن أي كلام آخر ، سواء صدر عن عاملين في الوسط الطبي أو غيرهم.

وما تقوله مثلاً المؤسسة القومية الأميركية لأمراض الهضم والكلى والسكري إن الشخص قد يصبح مرشحاً للخضوع لعملية تحزيم المعدة إذا ما كان إما مؤشر كتلة الجسم لديه 40 وما أكثر، أي بزيادة حوالي 45 كيلوغراماً عن المعدل الطبيعي للرجل، و37 كيلوغراماً عنه للمرأة، أو كان مؤشر كتلة جسمه ما بين 35 و39 ولديه أيضاً مرض السكري أو شرايين القلب أو توقف التنفس حال النوم. وفي كلتا الحالتين على الشخص الراغب في الخضوع للعملية تلك أن يتفهم جيداً العملية الجراحية والتغيرات التي يجب عليه اتباعها في سلوكياته الحياتية.

ولذا تؤكد المصادر الطبية أهمية إدراك المرء أن اللجوء للعملية هو بعد فشله الحقيقي في خفض وزن جسمه بالرغم من اتباع الحمية الغذائية الاختيارية، لأن كل ما ستقوم به العملية هو إجباره على اتباع نفس الحمية تلك، ليس إلا. بمعنى أنها لن تُزيل عنه عشرات الكيلوغرامات بمجرد الخروج من غرفة العمليات، بل سيبدأ العمل على خفض وزن الجسم بعدها.

ولذا تنص على أن الشخص عليه الوعي التام باحتمالات حصول مضاعفات صحية، وصفتها المؤسسة بالخطرة، وأن تقييد حرية تناول الأطعمة سيكون صارماً، نظراً لعدم وجود حجم للمعدة كما في السابق. وأن ثمة التزاما سيكون طوال بقية العمر، للمتابعة الطبية ولتناول المعادن والفيتامينات بانتظام. وتؤكد صراحة أيضاً على أن لا ضمان لنجاح استمرارية انخفاض الوزن بعد العملية، بل ربما سيكون لاتباع تعليمات، التغذية وممارسة الرياضة البدنية، ما بعد العملية طوال العمر إسهام ممكن في الحفاظ على وزن صحي.

الصورة ليست بذاك البريق الذي يتداوله البعض، بل العملية خطوة أولى، قد تكون مناسبة للبعض وغير مناسبة لآخرين. وما يجعلها مناسبة ليس مجرد وجود سمنة وليس عدم الرضا بالشكل، بل وجود سمنة مفرطة وثقيلة ووجود أمراض مصاحبة قد تُؤذي الإنسان بشكل أكبر حال وجود السمنة.

وعليه ، فإن مؤشر كتلة الجسم لديك ، بحسابه عبر قسمة الوزن بالكيلوغرامات على مربع الطول بالمتر ، هو حوالي 30. ولم تذكري في سؤالك ما إذا كان لديك مرض السكري أو صعوبات في شرايين القلب. وذلك لا يبدو أنك ممن هم مناسبون للعملية.