أصيب ولدى بارتفاع شديد في درجة الحرارة مع صداع، وشك الطبيب أن يكون مصابا بالتهاب السحايا، ولم يكن مصابا به، فما هو التهاب السحايا وما أعراضه، مع الشكر ؟

هو التهاب السحايا ويعرف أيضا بالحمى الشوكية، الأغشية الثلاثة المحيطة بالدماغ. وعادة ما يحدث بسبب الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية أو فطرية تنتقل بصورة مباشرة من الأذن أو تجاويف الجيوب الأنفية إلى المخ أو تنتقل من أى جزء من أجزاء الجسم إلى المخ عبر تيار الدم.


ويعتبر التهاب السحايا الفيروسي الأكثر انتشارا والأقل خطورة وغالبا ما يصيب الأطفال والشباب، أما التهاب السحايا البكتيري فهو أشد خطورة ويؤثر في الأطفال بوجه خاص. وغالبا ما يبدأ هذا المرض المهدد للحياة بأعراض شبيهة بأعراض الأنفلونزا أو الزكام التي تتفاقم بشكل سريع لدى الأطفال لتظهر الأعراض الكلاسيكية للمرض، التي تشمل الحمى والصداع الشديد مع تيبس الرقبة وعدم الرغبة أو النفور من الضوء والقيء، وفى بعض الحالات قد يظهر طفح جلدي، ويصاب الأطفال بحالة من الخمول والنعاس الشديد و الارتخاء.

ولتشخيص المرض بعد المعاينة، يجب أخذ عينة من السائل النخاعي أسفل الظهر وتفحص تحت المجهر لتحديد السبب ونوع العدوى. ولا يتطلب التهاب السحايا الفيروسي ذو الأعراض الخفيفة في العادة علاجا معينا سوى المسكنات لتخفيف الألم ومخفضات الحرارة، حيث أنه يشفى تلقائيا ويتم التعافي بشكل كامل منه خلال أسبوع إلى أسبوعين. أما في حالة الإصابة بالتهاب السحايا البكتيري، فيتطلب الأمر علاجا فوريا بإعطاء المريض المضادات الحيوية عبر الوريد من دون أدنى تأخير.

وللوقت هنا أهمية بالغة في الأمر، فالدقائق القليلة يمكنها إنقاذ حياة المصاب. ويتعافى المريض بصورة أبطيء كثيرا من الالتهاب الفيروسي ويتفاوت الوقت اللازم للشفاء من مريض إلى آخر وحتى مع توفر أفضل العلاجات، تحدث الوفاة لقرابة15% من المصابين بهذه الحالة. وقد يسبب المرض الشديد بعض المضاعفات كفقدان السمع أو ضعف الذاكرة.

والجيد هنا أنه من الصعب التقاط عدوى التهاب السحايا الجرثومي من شخص لآخر، ولحدوث ذلك ينبغي على الطفل استنشاق رذاذ شخص مصاب بالمرض لعدة ساعات حتى تنتقل العدوى له. ويمكن منع انتشار العدوى بين الأشخاص القريبين من المصاب بفاعلية عن طريق إعطائهم مضادات حيوية لمدة يومين.

ويوجد لقاح ضد التهاب السحايا وهو متوفر في جميع المراكز الطبية ويعطى للأطفال والكبار للوقاية من المرض.