زوجتي لديها فيروس التهاب الكبد من نوع "سي"، هل ينتقل إلي؟ وهل ينتقل إلى الطفل مع الحمل أو الرضاعة ؟

=ولا داعي لما ذكرت من ذم الزواج منها، لأنه كما يبدو من رسالتك أنها لم تكن تعلم بذلك. وحتى لو علمت هي وعلمت أنت بأنها مُصابة بفيروس الكبد من نوع "سي" فإنه لا يُقال طبياً بصفة مستعجلة وجازمة بأنه مانع من الزواج منها، لأسباب ستأتي، لكن من الواجب معرفتك كي يُترك القرار لتقديرك ورغبتك.


ما يُخشى منه ويُقال عموماً، هو انتقال العدوى من الزوجة إلى الزوج أو العكس، أي من المُصاب منهما إلى السليم، أو إلى الأبناء. وهنا لا يُقال بأن أي ميكروب سهل الانتقال عند الزواج، أو انه يقيناً سينتقل منْ أحدهما إلى الآخر، بل ثمة تفصيل علمي طبي في الأمر ويختص بكل ميكروب على حدة. ولدواعي تحديد السؤال بفيروس التهاب الكبد من نوع سي، فإن الوسائل المعلومة لانتقال هذا الفيروس تعتمد بالأصل على وصول الفيروس من مريض إلى دم السليم أو أنسجة متهتكة في جسمه.

مثل ما يحصل من خلال نقل الدم أو نقل أحد مكوناته من مُصاب إلى سليم. وهو ما يتطلب بداهة الاهتمام الدقيق بفحص الدم عند التبرع به للاستخدام العلاجي في المرضى. وكذلك في استخدام أدوات طبية أو إبر أخذ المخدرات أو الوخز في الوشم و"التاتو" أو أدوات الحلاقة، وحتى فرشاة الأسنان أو مقلمة الأظافر حينما تكون فقط ملوثة بالدم وتصل إلى أنسجة متهتكة في جسم الشخص السليم.

ومع هذا كله فإن المصادر الطبية الأميركية وغيرها تُؤكد أن في حالات كثيرة من الإصابات بفيروس "سي" لا يُمكن تحديد مصدر تلك الإصابات، ولا تحميل المُصابين المسؤولية في التسبب بذلك.

والتفصيل هو في حالة الاتصال الجنسي بين الزوج والزوجة، وليس الاتصالات المحرمة والمتكررة والعابرة مع مجهولين أو معلومين، وأيضاً في حال الحمل والولادة والرضاعة.

بالنسبة للحمل، فإن الفيروس لا يعبر المشيمة من الأم ليصل إلى الجنين. واحتمال العدوى فقط هو في أثناء عملية الولادة. ولذا فإن اللجوء إلى العملية القيصرية الدقيقة، في عدم إتاحة الفرصة لتلوث الأوعية الدموية للجنين بدم الأم، بدلاً من الولادة الطبيعية يُقلل إلى حد التلاشي في احتمالات عدوى المولود.

ومع هذا فإن الاحصاءات في الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم تقول بأن احتمالات عدوى الطفل حين ولادته بطريقة طبيعية هي احتمالات متدنية. أما الرضاعة من الحلمة السليمة من الشقوق أو القروح أو الجروح فلا تتسبب بعدوى الطفل.

أما بالنسبة للاتصال الجنسي، فإن من المعلوم طبياً أن كمية فيروس الكبد من نوع «سي» الموجودة في إفرازات المهبل والسائل المنوي ضئيلة، لذا فإن العديد من المصادر الطبية كالمعهد القومي الأميركي للصحة في إصداراته الأخيرة تؤكد على عدم وجود الدواعي لأخذ احتياطات الوقاية من عدوى الإصابة بهذا النوع من الفيروسات بالذات عند ممارسة العملية الجنسية طالما يقتصر المرء على شريك واحد.

والاحصاءات تذكر أن احتمال اكتساب المرض من شريك مريض بهذا النوع من الفيروسات هي ما بين0 ـ3% إذا ما التزم المرء بشريك واحد ومارس العملية الجنسية بطريقة طبيعية. لكن نسبة العدوى تزيد في حالات مختلفة مثل تعدد الشركاء من الجنسين، أو ممارسة كيفيات غير طبيعية تؤدي إلى تهتك الأنسجة الجلدية بما يعرض الإفرازات للاتصال المباشر مع الدم، أو الممارسة في خلال أوقات غير مناسبة ومقبولة مثل أثناء الدورة الشهرية تحديداً، أو في حالة وجود أمراض جنسية مصاحبة، خاصة منها ما يؤدي إلى ظهور القروح في الأعضاء التناسلية مثل «الهربز» أو «السفلس».

كما أنه لا توجد حالات مرضية مسجلة لدى الباحثين حصلت العدوى بهذا الفيروس من نوع «سي» نتيجة القبلة ما لم يكن هناك جرح أو تهتك في أنسجة فم أحد الشريكين.