"دهب" بنت انور وجدي تطالبكم بالدعاء

"سكر"، "ياسمين هانم"، "قطقوطة"، "دهب" أسماء لأدوار جسدتها طفلة صغيرة في زمن الفن الجميل، ترقد الآن في العناية المركزة، وتم منع الزيارة عنها لتدهور حالتها، فيما "يدعو" محبوها -وما أكثرهم- أن يكون المرض رفيقًا بها. كانت طفلة صغيرة حين لفتت الأنظار لموهبتها التي بذغت منذ نعومة أظافرها، وجسدت أدوار "الطفلة" بمهارة شديدة مع اختلاف نوعية الدور، فكانت الهانم وطفلة الشوارع والطفلة الراقصة الاستعراضية، تنوعت أدوراها وموهبتها ما ساعدها في العمل مع أكبر الفنانين في هذا الوقت.
 
بيروز - وهو اسمها الحقيقي ولكن لصعوبة نطقه حُرف لفيروز- طفلة أرمينية الأصل وعائلتها كانت تعيش بـ"حلب السورية" ولكنها من مواليد القاهرة.
 
قدرة "فيروز" على الرقص والتمثيل والغناء جعلها فنانة شاملة وهذا رشحها لأول أدورها وهي بعمر الـ "7" سنوات عام 1950 أمام أبيها الروحي "أنور وجدي" وهو "ياسمين هانم"، وبعد نجاحها في أداء الدور جذبت لها أنظار المنتجين لتشارك في أعمال جديدة.
 
في 1951 شاركت في ثاني أفلامها "فيروز هانم" وهو من أشهر أدورها، ووقع الفنان أنور وجدي عقد احتكار مع والدها بقيمة ألف جنية عن كل فيلم. 
 
شاركت "قطقوطة السينما المصرية" كما لقبها الفنانون في ذلك الوقت، في 10 أفلام وهو مشوارها الفني بالكامل. وتوالت عليها الأعمال بعدها ففي 1952 شاركت في فيلم "صورة زفاف"، وشهد 1953 فيلم "دهب"، الذي قدم فيه أنور وجدي الصغيرة التي أصبحت في العاشرة من عمرها وهي تؤدي رقصات تشبه تلك التي تقدّمها راقصات شهيرات أمثال: سامية جمال، وبديعة مصابني، وتحية كاريوكا.
 
كذلك شهد العام 1953 انفصال الصغيرة عن أنور وجدي إذ إنه وبعد النجاح والشهرة الواسعين اللذين حققتهما فيروز في أفلامها مع وجدي، قرر والدها الانفصال عن وجدي، فرفض تجديد عقد الاحتكار معه، وقرر أنْ يقوم هو بإنتاج أفلامها.
 
قام بإنتاج فيلم «الحرمان» في الوقت الذي كانت هي قد بلغت 13 عامًا، وقد ظهرت فيه فيروز إلى جانب شقيقتيها الفنانة الاستعراضية نيللي، وشقيقة ثالثة لهما هي ميرفت.
 
ورغم ما قد يتبادر إلى الذهن من أنّ والد فيروز أراد بهذا الفيلم تعزيز نجومية ابنته، إلا أنّ الفنانة نيللي تصرّح بعدها عبر مذكراتها التي نشرت في إحدى المجلات المصرية أنّ كل الجهود في هذا الفيلم بذلت من أجلها، وأنّ "الفيلم كان من بطولتنا نحن الثلاث، ولكن كان التركيز على شخصي، فقد أراد الأستاذ محمود ذو الفقار ووالدي أنْ يركزا على موهبتي. فاختار لي الجمل الخفيفة والكلمات المضحكة التي تحدث أثرًا طيّبًا لدى الجمهور، كما أنها كانت أوّل مرة يكتب فيها اسمي كبيرًا على إعلانات فيلم".
 
بعد «الحرمان» توقفت فيروز عن العمل لمدة ثلاث سنوات، ثم عادت لتقدم عددًا من الأدوار الدرامية التي تتناسب مع عمرها، مثل "عصافير الجنة"، ثم قدمت أربعة أفلام لم تحقق نجاحًا، منها فيلم "إسماعيل ياسين للبيع" و"أيامى السعيدة" في عام 1958، وهو من إخراج أحمد ضياء الدين. 
 
لها العديد من الأغاني الشهيرة التي أدتها في أفلامها منها "معانا ريال" و"طبلي وشد الدربكة" و"البسكلتة" وغيرها من الأغاني التي علقت بأذهان الجمهور إلى الآن.
 
تزوجت فيروز من الكاتب والفنان الكوميدي بدرالدين جمجوم، بعدما التقت به في فرقة إسماعيل ياسين المسرحية، وأنجبت منه ولد وبنت. 
 
ويُرجع كثيرون اعتزال فيروز للفن وعالم الأضواء، إلى عدم تقبلها فكرة، تقديم أفلام لا تكون هي البطلة فيها، خاصة بعدما قدمت أفلامها الأخيرة ولم تحقق نفس النجاح، لتفضل الاحتفاظ بصورتها كـ"طفلة معجزة".
 
كرم مهرجان القاهرة السينمائي عام 2001 الطفلة المعجزة على مشوارها الفني الفريد الذي يندر تكراره، رغم اعتزالها وعمرها 16 عامًا. ترقد الآن الطفلة المعجزة في العناية المركزة ونطالب كل جمهورها بالدعاء لها.