منزل ياباني من طراز خاص .. بلمسات غربية وعصرية

جانب من المنزل الذي يملكه فرنسي يرأس شركة «شانيل»
عندما نضع أصابعنا في الماء، فإن ثباته يختفي وتظهر حلقات لطيفة على سطحه. وتصف الكلمة اليابانية «وابي سابي» ذلك التوازن الدقيق بين حركة الماء وثباته، وهذه الكلمة تعبير ياباني عن الجمال الرائع الذي لا يرى دائما.


وتتعلق هذه الكلمة بغرف الملحق المنزلي، وهو نادر في العمارة اليابانية الحديثة، والمنزل الذي يحتويها كذلك. وتبلغ مساحة هذا النوع من المنازل غالبا نحو 1300 متر مربع، أو ما يعادل ثلث فدان، وهي تقع بالقرب من تلال كاماكورا الخضراء المورقة، حيث تعتبر المتاحف اليابانية القديمة هناك وكأنها معابد تلقى عناية كبيرة.

ولكن ربما يكون أكثر ما يدهش بشأن هذين النوعين من البناء هو شخصية المالك: ريتشارد كولاس رئيس شركة شانيل في اليابان، والذي عاش هناك لمدة 35 عاما ومتزوج من يابانية.

ويحب كولاس الثقافة اليابانية وقد أعلن في أحد أيام الأحد القريبة بقوله: « لا شيء يفوق جمال المعمار الياباني التقليدي». وهو يعتقد أن المنزل والملحق يشبهان بعضهما بعضا كثيرا.

ويتم تزيين مدخل المنزل الرئيس بلونين أساسيين، الأبيض والبني القاتم، وهو رائع لبساطته. ويقول كولاس إنه في إحدى الزيارات للمنزل، قال مسؤول تنفيذي كبير: «ريتشارد، إنه منزل شانيل».

ويشمل المنزل غرفة معيشة كبيرة ومطبخا وثلاث غرف نوم وحماما وفناء، تعكس كلها الطراز الياباني مع لمسات عصرية. وقد اشتراه كولاس منذ نحو خمس سنوات ثم أضاف إليه الملحق.

ويستمتع كولاس بالعديد من التفاصيل في الملحق الخاص به، ومن ذلك الحمام وغرفة الدراسة وغرفة النوم. وتنبعث الرائحة المميزة لخشب الهينوكي الثمين في اليابان في طرقات المنزل والمدخل الرئيس. والحجارة المستخدمة في حوض الاستحمام من «ليك توادا» في هوكايدو، ويتغير لونه عندما تضع الماء فيه. وقد قام كولاس بتجربة ذلك فأصبح لونه أكثر خضرة.

وقد قام مايا ديكو وهو نجار تقليدي بعمل جميع الأعمال الخشبية في الملحق. ويقول كولاس وهو يحرك أحد الأبواب: «إذا كان هناك فارق بمقدار مليمتر واحد فإن ذلك الباب لن يغلق بطريقة صحيحة. وقد تذكرت مرة أخرى كيف أن هؤلاء العمال بارعون في تنفيذ أعمالهم».

وكذلك فإن التصميم يخدم بعض الأغراض العملية. فالهدوء في غرفة حمام الملحق «يساعد على التركيز أثناء العمل». حسبما يقول كولاس الذي يعمل كاتبا للقصة، ومن أعماله « هاروكانارو كوسيكي» باللغتين اليابانية والفرنسية. وهو يقول إن إعادة التركيز تتطلب نحو 20 إلى 30 دقيقة.

ويعمل كولاس غالبا في غرفة الدراسة بالملحق، وهي غرفة مزينة بالتحف اليابانية مثل الأثاث الغربي الذي يرجع إلى عهد ميجي وساعة من نوع سيكو ترجع إلى القرن 19.

وقد يلاحظ الزائر برودة الطقس في الملحق، لكن كولاس يقول إن ذلك هو ما يجب الشعور به. فالمنزل الياباني التقليدي متجدد الهواء «ويلتحم مع الطبيعة». ويعلم كولاس الكثير عن قيمة الوقت. ففي المغرب، حيث نشأ، كان يقضي مع والده الإجازات في الصحراء.

 ويقول كولاس: «كان والدي يصر على أن نلبس الجلباب مثل المغاربة. وكان قماشه سميكا لكنه لم يكن ضيقا، ويشعرك بالراحة».

ولم يفصح كولاس عن ثمن العقار لكن الوكلاء المحليين يقدرون ثمن العقار بنحو 500 مليون ين. يقول كولاس مشيرا إلى الجيران: « يشعر الناس هنا بعدم وجود قيمة كبيرة لهذا المكان. ولذلك يمكن أن يكون سعر العقار متواضعا مقارنة بغيره».

وقد أفاد كولاس بأن عدم السماح ببناء دور ثان يجعل الكثير من المشترين يتراجعون عن فكرة الشراء. والأمر على خلاف ما في فرنسا، حيث إن العقارات الفرنسية تكتسب قيمة من البناء عليها، مثل المنزل الذي يمتلكه في بروفينس حيث يعيش والداه.