بدء محاكمة المتهم بقتل ابنة ليلى غفران وصديقتها اليوم

محامون يعدون بمفاجآت تقلب وجهة سير القضية .. وآخرون يطالبون بإعدامه
محامون يعدون بمفاجآت تقلب وجهة سير القضية .. وآخرون يطالبون بإعدامه

تبدأ محكمة جنايات القاهرة اليوم (السبت) محاكمة محمود عيسوي (20 عاما) المتهم بقتل هبة العقاد ابنة المطربة المغربية ليلى غفران وصديقتها نادين جمال في منزل الأخيرة طعنا بالسكين في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بمدينة الشيخ زايد غرب القاهرة.


وعشية بدء جلسات المحاكمة قال أحمد جمعة محامي المتهم، وحسن أبو العينين محامي ليلى غفران، إن كلا منهما سيفجر مفاجآت «تقلب سير القضية» خلال جلسات المحاكمة، فيما توقعها عصام شيحة محامي أسرة نادين أن تكون «محاكمة سريعة ولن تستمر طويلا لتوافر كل أركان الإدانة بحق المتهم»، مشيرا إلى أنه سيطالب بإعدام المتهم إذا ثبتت إدانته. وأجمع المحامون على أن جلسة اليوم ستكون جلسة إجرائية يعلن فيها المستشار مصطفى حسن عبد الله رئيس المحكمة قرار الاتهام ويستمع لطلبات المحامين عن أطراف القضية قبل أن يعلن تأجيلها.

من جانبه، أبدى أحمد جمعة محامي المتهم تفاؤله من موقف موكله في القضية، وقال إنه ما زال واثقا من براءة موكله، «فكل الاعترافات التي أدلى بها المتهم تمت تحت الإكراه».

وكشف عن أنه سيقدم في جلسة اليوم طلبات للمحكمة بتسلم نسخة واضحة من أوراق القضية بعد أن سلمته النيابة نسخة غير واضحة، على حد قوله، كما سيطلب تسليمه نسخة من المعاينة التصويرية التي أجرتها النيابة للمتهم مسجلة على اسطوانة مدمجة (cd)، بالإضافة إلى الصور التي التقطها رجال الأدلة الجنائية لمسرح الحادث وجثتي القتيلتين فور اكتشاف الجريمة، وذلك ليتمكن من إعداد دفاعه بشكل سليم.

وقال جمعة، «النيابة سلمتنا نسخة من أوراق القضية كان أغلبها غير واضح، وعندما طلبنا إعادة تصوير الأجزاء غير الواضحة رفضت النيابة دون مبرر».

وأعرب عن تفاؤله إزاء موقف موكله في القضية، قائلا «موكلي برئ، وانتظروا مفاجآت جديدة أثناء نظر القضية قد تقلب كل الأمور رأسا على عقب».

من جهته، رفض حسن أبو العينين محامي المطربة المغربية ليلى غفران الكشف عن طلباته التي سيقدمها للمحكمة اليوم، قائلا «لا أريد الإفصاح عن فحوى الطلبات التي سنقدمها للمحكمة حفاظا على موقفنا في القضية».

وأضاف «سأعمل من خلال مرافعاتي في القضية إلى تفنيد الأدلة واستيضاح بعض النقاط غير الواضحة في القضية، التي لم نتمكن من استيضاحها خلال التحقيقات»، قائلا إنه «بعد نشر نص تحقيقات النيابة ثارت الشكوك لدي الكثيرين حول أن المتهم هو الجاني، وهو ما يثبت أننا عندما قدمنا مذكرة بهذا الخصوص للنيابة كنا على حق».

أما عصام شيحة محامي أسرة نادين فقال، «أتوقع أن تكون هذه المحاكمة سريعة ولن تأخذ وقتا كبيرا لتصدر حكمها على المتهم، لأن الأدلة واضحة وثابتة وتقارير الطب الشرعي موجودة، وكل أركان ثبوت الاتهام موجودة وبالتالي ستحسم القضية بسرعة».

وأضاف، «أثق تماما في أن المتهم (محمود عيسوي) هو الجاني، وقد ارتكب جريمة القتل العمد المقرون بالسرقة بحق هبة ونادين وعقوبة هذه التهمة في القانون المصري هي الإعدام، وهو ما سأطالب به في المحاكمة»، مشيرا إلى أنه سيدعي بالحق المدني في القضية وسيطالب بمبلغ عشرة آلاف وواحد جنيه على سبيل التعويض المؤقت، لكي يتمكن من الادعاء بالحق بالمدني بعد ذلك، حسبما ينص القانون المصري.

وقال «جلسة اليوم هي جلسة إجرائية يقدم فيها المحامون عن أطراف القضية طلباتهم، وأتوقع أن يطلب زملائي المحامون طلبات مختلفة ما بين مناقشة شهود أو تفنيد أدلة، وبالنسبة لي لن أطلب سوى الإدعاء بالحق المدني وتوقيع أقصى عقوبة على المتهم وهي عقوبة الإعدام».

وكان النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود قد أحال في يناير (كانون الأول) الماضي محمود عيسوي للمحاكمة بتهمة قتل هبة إبراهيم العقاد ابنة الفنانة المغربية ليلى غفران وصديقتها نادين خالد جمال الدين عمدا من غير سبق إصرار أو ترصد، مع الاقتران بسرقة مبلغ نقدي يبلغ 400 جنيه (نحو 72 دولارا) وهاتفي جوال (محمول) مملوكين لنادين وإحراز سلاح أبيض بدون ترخيص، في ضوء اعتراف المتهم التفصيلي أمام النيابة بارتكاب الجريمة، وقيامه بإجراء معاينة تصويرية توضح كيفية ارتكابها.

واستندت النيابة في توجيه الاتهام لمحمود عيسوي إلى عدة أدلة منها العثور على تلفون جوال (محمول) خاص بنادين مع أحد أصدقائه، الذي اعترف بأنه أعطاه له بعد الحادث بيوم واحد، وكذلك وجود آثار لدماء الضحيتين على ملابس المتهم الداخلية، والعثور على آثار لدماء المتهم على سور المنزل الذي وقع فيه الحادث.

وشهدت التحقيقات في القضية عدة مفاجآت منها الكشف عن زواج هبة العقاد ابنة ليلى غفران من علي عصام الدين، الذي كان أول من اكتشف الحادث بناء على اتصال هاتفي من زوجته وهي تحتضر، والخلاف الشديد الذي وضح بين علي ووالدة زوجته بسبب اتهامها له بالتورط في الحادث، وهو ما دفع النيابة إلى توقيفه لمدة ثلاثة أيام خضع خلالها لتحقيقات مكثفة، وتحاليل طبية لمضاهاة بصمته الوراثية ودمائه وبصمات أصابعه بالآثار الموجودة في مسرح الحادث، لتخلي النيابة سبيله بعد تأكدها من براءته من التورط في الحادث، وهو ما رد علي عليه بأن دفع والدة زوجته من اتهامه هو رغبتها في الحصول على ميراث هبة.

كما شهدت التحقيقات أيضا تجاوزات في النشر من قبل بعض الصحف المصرية طالت عرض الضحيتين الأمر الذي دفع عصام شيحة محامي أسرة نادين لتقديم مذكرة لنقابة الصحافيين المصريين يطلب فيها التحقيق في هذه التجاوزات وإلا فإنه سيضطر لمقاضاة الصحافيين الذين نشروا هذه التجاوزات، وهو الموقف الذي انتهى بتقديم نقيب الصحافيين المصريين مكرم محمد أحمد اعتذارا رسميا في مؤتمر صحافي لأسرة الضحيتين نيابة عن الصحافيين المتجاوزين.