المرأة المسلمة ما بين فكر العالم الغربي .. وما أقره لها الإسلام من حقوق

إن الإسلام أعطي للمرأة حقوقا تفوق كثيرا جدا تلك التي تنادي هي بها اليوم، وإن حصلت علي قدر ولو ضئيل منها لن تسعي إلي المطالبة بالمزيد
إن الإسلام أعطي للمرأة حقوقا تفوق كثيرا جدا تلك التي تنادي هي بها اليوم، وإن حصلت علي قدر ولو ضئيل منها لن تسعي إلي المطالبة بالمزيد

يعتقد العالم الغربي أن النساء المسلمات يتعرضن للقمع بسبب دينهن، حيث إنهن يكن مجبرات على تغطية أنفسهن تماما، ويحرمن من التعليم والحقوق الأساسية الأخرى. صحيح أن المرأة المسلمة مثل المرأة في جميع أنحاء العالم تتعرض لأنواع من عدم المساواة والممارسات التقييدية في التعليم وعدم المشاركة في العمل والأدوار الأسرية الكثيرة الأخرى التي تناضل من أجل استردادها بشتي السبل.


لكن في واقع الأمر.. هذه الممارسات القمعية لا تأتي من الإسلام ذاته كدين سماوي بل الأمر غير صحيح تماما وزائف بشكل مؤكد ومتعمد، وهذا الأمر يرجع أصلا في  جزء كبير منه إلي التقاليد الثقافية المحلية والتي تسود في عدد من البلدان الإسلامية.وإذا تأملنا في الأمر ما بين الدين والثقافة، فاسأل نفسك إذا كان نفس المعدل المرتفع من العنف المنزلي في الولايات المتحدة الأمريكية علي سبيل المثال يرجع الي الديانة المسيحية، وذلك علي اعتبار أن الديانة المسيحية يدين بها السواد الأعظم من الشعب الأمريكي الذي يتخطي حاجز الثلاث مائة ملايين نسمة والذي يتمتع بأرقي مستويات التعليم عالميا ويدعي أنه الشعب الأول من حيث المساواة مع أن الأسرة الأمريكية من أكثر الأسر التي تتعرض للعنف عالميا، فحينئذ لو ربطنا الأمر بالدين في حد ذاته سنكون حتما مخطئين تماما.

حقوق المرأة المسلمة:
في الواقع، أعطى الإسلام للمرأة عددا من الحقوق، وكان بعضها لا تتمتع به المرأة الغربية حتى القرن الـ19، ففي 1882 أعطيت ملكية للنساء في إنجلترا لأزواجهن عندما يقررن الزواج، ولكن النساء المسلمات يحتفظن دائما بالأصول الخاصة بهن وهذه تعاليم دينية سماوية واجبة ومفروضة يتوجب علي المسلمين جميعا طاعتها واحترامها وأيضا تنفيذها.
 
ويمكن للنساء المسلمات تحديد شروط عقود زواجهن، مثل الحق في الطلاق من زوجها متساوية في ذلك مع الرجل الذي يحق له الزواج من أخري، كما أن للمرأة المسلمة في كثير من البلدان الحق الكامل في الاحتفاظ باسمها بعد الزواج دون إجراء أي تغيير عليه بعكس البلدان الأوروبية والأخري التي تسود فيها الديانة المسيحية والتي تتبع فيها الزوجة زوجها من حيث الإسم، فإذن الأمر برمته لا يقع علي عاتق الدين فالدين يوصي بتعاليمه والأشخاص هم الذين يتبعونها كل قدر استطاعته أو يحرفونها وهو كثيرا ما يحدث في أرجاء كثيرة من العالم بغض النظر عن الربط بين التقاليد والتعاليم الدينية، فالاثنان مختلفان تماما من حيث الشكل والمضمون وكذلك طريقة التنفيذ.
 
ولذلك فإن القرآن الكريم ينص صراحة على أن الرجال والنساء متساوون عند الله، وعلاوة على ذلك فإن القرآن الكريم: 
1- منع وأد البنات "وهي عادة كانت تمارس في الجزيرة العربية وأجزاء أخرى من العالم قبل الإسلام".  
 
2- يرشد المسلمين لتعليم البنات مثل الأبناء. 
 
3- يصر على أن يكون للمرأة الحق في رفض الزوج المرتقب. 
 
4- يمنح المرأة حقوقا إذا تم تطليقها من قبل زوجها. 
 
5- يعطي المرأة حق الطلاق في حالات معينة. 
 
6- يعطي المرأة الحق في الملكية والميراث.
 
7- علي الرغم من أن تعدد الزوجات جائز، فإن القرآن لا يشجع عليه وعلى العموم  فهو يمارس بطريقة أقل تواترا عما يتصور الغربيون، وهو أكثر شيوعا في منطقة الخليج بما في ذلك المملكة العربية السعودية.
 
القرآن الكريم ودور المرأة: 
لم يضع القرآن علي عاتق المرأة في الدولة الإسلامية المزيد من القيود والعوائق، ولذلك ينبغي مراعاة التفسيرات لأدوار الجنسين المنصوص عليها في القرآن الكريم في مختلف الثقافات وألا يساء تفسير القرآن الكريم ويتخذ علي أنه يقوم بتهميش دور المرأة المسلمة والتي أعطاها أدوارا تتخطي كثيرا تلك المنصوص عليها في الديانات الأخرى، بل إن الإسلام أعطي للمرأة حقوقا تفوق كثيرا جدا تلك التي تنادي هي بها اليوم، وإن حصلت علي قدر ولو ضئيل منها لن تسعي إلي المطالبة بالمزيد.
فالرجال في العصر الحديث هم الذين قاموا بوضع القيود علي المرأة، فضلا عن القيود التي وضعتها هي أمامها أو أنها لم تلتفت إلي سماحة الدين ويسره وما يقدمه لها من حقوق، أو أنها فسرت الفرائض والواجبات بطريقة أخري.
 
التقاليد الثقافية المحلية: 
قبل وصول الإسلام في القرن السابع الميلادي، ارتدت نساء الطبقة العليا في المجتمع البيزنطي الحجاب كدليل على مكانتها. وقد اعتمد هذا مخصصا للنساء النخبة في المجتمع الإسلامي في وقت مبكر من نفس المنطقة كالمرأة البدوية، لكنهن مع ذلك حافظن علي حريتهن التقليدية في الحركة وكن أقل تقييدا فى اللباس حتى بعد اعتناقهن الإسلام، ولم يمنع الحجاب المرأة يوما عن الحركة بل لم يكن أداة تقييد لها.

وإذا أردنا أن نعرف مقدار الحرية التي يقدمها القرآن الكريم للمرأة المسلمة فلننظر للمرأة المصرية المسلمة إبان حكم الدولة العثمانية إذ لم تكن تحصل علي حقوقها كاملة بحكم القوانين التي كانت سائدة في ذلك الوقت وكانت الطريقة الوحيدة لذلك هو لجوئها إلي محكمة إسلامية تعطيها حقوقها كاملة، وهذا هو الفرق ما بين التعاليم الدينية وبين ما هو سائد في مجتمع ما.

القيادات النسائية السياسية في المجتمعات الإسلامية:
كانت بعض النساء في المجتمعات الإسلامية قائدات بارزات وفاعلات. لذا نلاحظ أن أشهر النساء في العالم الإسلامي هن النساء اللاتي عاصرن عصر النبوة وما تلا ذلك، والسبب في ذلك أن النساء كانت تعرف جيدا واجباتها، ومن أمثلة النساء اللاتي تبوأن مكانة كبيرة في الإسلام هن:

1- عائشة زوجة النبي الخاتم  محمد "صلي الله عليه وسلم"، حيث كان لها نفوذ سياسي كبير، وشاركت حتى في المعارك الحربية. 
 
2- السيدة  "راضية" وهي المرأة المسلمة الحاكمة في الهند في القرن الـ 13.
 
3- السدة "أمينة" حاكمة دولة نيجيريا في القرن الـ 16.
 
4- "شجر الدر" حكمت مصر لفترة وجيزة، وهي المرأة المعروفة بقوتها وسطوتها.
 
5- ما يسمى بـ "سلطنة المرأة" في الإمبراطورية العثمانية خلال القرن 17 وكانت المرأة قوية في تلك الفترة وكانت مسيطرة علي شئون الدولة. 
 
6- رئيسة وزراء باكستان السابقة "بينظير بوتو" حيث أصبحت أول امرأة تتقلد منصب رئيس وزراء في العالم عندما انتخبت في 1988 في سن الـ 35.
 
ولم تتقلد المرأة المسلمة منصب رئيسة الوزراء فقط كما هو الحال لرئيسة وزراء باكستان السابقة "بينظير بوتو" بل تقلدت منصب رئيس الدولة كما كان عليه الحال مع "ميجاواتي سوكارنو" في إندونيسيا، والشيخة "حسينة واجد" في بنجلاديش. واليوم أيضا هناك عدد كبير من النساء في البرلمانات في كل من تركيا ومصر والأردن ولبنان .